اكتشف العلماء العلاقة المفقودة بين الوجبات السريعة والسرطان، وهو ما قد يفسر انفجار الأورام لدى الشباب

يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا الحلقة المفقودة بين كيفية زيادة تناول الوجبات السريعة من خطر الإصابة بالسرطان.

وقد بحثت دراسة أجريت في سنغافورة في تأثير ميثيل جليوكسال، وهو مركب يتم إطلاقه عندما يقوم الجسم بتكسير الأطعمة السكرية والدهنية، على الجين الذي يساعد في مكافحة الأورام.

في البداية، وجد الأكاديميون أن ميثيل جليوكسال كان قادرًا على إيقاف قدرة جين BRCA2 مؤقتًا على الحماية من تشكل السرطان ونموه.

لقد عرف الأطباء منذ عقود أن تناول الوجبات السريعة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حتى لو لم يكن الشخص يعاني من السمنة المفرطة، لكن الآلية الدقيقة لا تزال مفهومة.

ويمكن أن يفسر ذلك، جزئياً على الأقل، السبب وراء انتشار السرطان بين الشباب الأميركيين الأصحاء ظاهرياً، وخاصة أورام القولون.

وجد باحثون في جامعة سنغافورة الوطنية أن ميثيل جليوكسال، الذي ينتجه الجسم بشكل أكبر عند تناول الوجبات السريعة، يمكن أن يثبط وظيفة الجينات الواقية من السرطان مثل BRCA2.

يوضح الرسم البياني أعلاه التغير في معدلات حالات السرطان حول العالم

يوضح الرسم البياني أعلاه التغير في معدلات حالات السرطان حول العالم

وأشار الفريق أيضًا إلى أن الدراسة تتناقض مع نظرية طويلة الأمد تسمى نموذج كنودسون “الضربتين”، والتي تنص على أن الجينات مثل BRCA2 يجب أن تكون غير نشطة تمامًا في الجسم لزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

تهدف هذه الجينات إلى المساعدة في حماية الجسم من السرطان، على الرغم من أن المرضى الذين يرثون نسخًا معيبة من آبائهم يزيد لديهم خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والبنكرياس.

وقال الدكتور أشوك فينكيتارمان، مؤلف الدراسة ومدير مركز أبحاث السرطان بجامعة سنغافورة الوطنية، لـ Medical News Today: “(M) إيثيل جليوكسال يؤدي إلى تدمير بروتين BRCA2، مما يقلل مستوياته في الخلايا”.

“هذا التأثير مؤقت، ولكن يمكن أن يستمر لفترة كافية لمنع وظيفة BRCA2 في الوقاية من الورم.”

وأشار إلى أن التعرض المتكرر، مثل تناول الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء، من بين أمور أخرى، من شأنه أن يزيد من مقدار الضرر الذي يلحق بجينات مثل BRCA2.

نظر الفريق في تأثير ميثيل جليوكسال على خلايا الأشخاص الذين ورثوا نسخة معيبة من BRCA2، وبالتالي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

ووجدوا أن التعرض للميثيل جليوكسال يعطل تثبيط الورم.

وقال الدكتور فينكيتارمان: “من الموثق جيدًا أن بعض الأفراد معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو البنكرياس أو غيره من السرطانات لأنهم يرثون نسخة خاطئة من الجين المانع للسرطان – BRCA2 – من آبائهم”.

تظهر النتائج التي توصلنا إليها مؤخرًا أن الخلايا من هؤلاء الأفراد حساسة بشكل خاص لتأثيرات ميثيل جليوكسال، وهي مادة كيميائية يتم إنتاجها عندما تقوم خلايانا بتكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة.

لقد وجدنا أن ميثيل جليوكسال يثبط وظيفة BRCA2 في الوقاية من الورم، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث عيوب في الحمض النووي لدينا والتي تعد علامات إنذار مبكر لتطور السرطان.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور فينكيتارمان إلى أن المستويات العالية من ميثيل جليوكسال شائعة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري ومقدمات السكري.

وقال: “تظهر أحدث النتائج التي توصلنا إليها أن ميثيل جليوكسال يمكن أن يعطل مؤقتًا هذه الجينات التي تمنع السرطان، مما يشير إلى أن الحلقات المتكررة من سوء التغذية أو مرض السكري غير المنضبط يمكن أن “تزيد” بمرور الوقت لزيادة خطر الإصابة بالسرطان”.

ومع ذلك، حذر الفريق من أنه بما أن الدراسة أجريت على الخلايا وليس على البشر، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع.

ويضيف هذا البحث إلى قائمة طويلة من الدراسات التي تشير إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير على خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم.

على سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي أجرتها كليفلاند كلينيك أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والذين يتناولون وجبات غنية باللحوم الحمراء والسكر لديهم مستويات أقل من مركب السيترات، الذي يتم إنشاؤه عندما يحول الجسم الطعام إلى طاقة، وقد ثبت أنه يمنع نمو الورم.

ونشرت الدراسة الجديدة الأسبوع الماضي في مجلة الخلية.