إنه اضطراب قاس يفسد حياة الملايين في جميع أنحاء العالم، ويسلبهم ببطء ذكرياتهم واستقلالهم.
ولكن على الرغم مما قد تخافه، فإن الخرف ليس أمرا حتميا، حيث يعتقد أن ما يصل إلى أربع من كل 10 حالات من الخرف يمكن الوقاية منها.
في الواقع، يقول العلماء إن بعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
خلص خبراء جامعة أكسفورد أمس إلى أن شرب كميات أقل من الكحول وتناول كميات أقل من السكر وتجنب التلوث المروري كانت أهم عوامل الخطر التي يمكن السيطرة عليها في تقليل فرص الإصابة بالخرف.
ولكن إذا كنت لا ترغب في التوقف عن تناول المشروبات الكحولية أو الحلويات، فمن حسن الحظ أنه قد تكون هناك بعض التغييرات الأخرى في نمط الحياة التي يمكنك إجراؤها لتقليل المخاطر…
العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف بنسبة 60%، وفقا لجمعية الزهايمر
حافظ على دائرة واسعة من الأصدقاء
يُعتقد أن وجود دائرة كبيرة من الأصدقاء ومواكبة التجمعات الاجتماعية يقلل من فرص الإصابة بالخرف.
وفي الواقع، فإن العكس (العزلة الاجتماعية) يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف بنسبة 60 في المائة، وفقا لجمعية الزهايمر الخيرية.
يُعتقد أن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مثل العمل التطوعي، أو الانضمام إلى الفصل الدراسي، أو تشغيل الموسيقى، أو ممارسة الفنون والحرف اليدوية كمجموعة، تعزز ما يسميه الخبراء الاحتياطي المعرفي لدماغك.
وأوضحت المؤسسة الخيرية أن هذا مصطلح يستخدمه الخبراء لوصف قدرة العضو على التعامل مع الظروف التي تضر به وتخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
وتضيف المؤسسة الخيرية أن الاستماع إلى شخص ما أثناء المحادثة، وإيجاد الطريقة الصحيحة للتعبير عن نفسك وتذكر الأشياء التي حدثت، كلها طرق لممارسة مهاراتك العقلية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أيضًا أن التواصل الاجتماعي يوفر “تأثيرًا وقائيًا” ضد الخرف.
قام الباحثون بقياس الاتصال الاجتماعي لـ 10000 مشارك تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عامًا مع أقارب وأصدقاء غير متعايشين ست مرات على مدار 17 عامًا باستخدام استبيان.
ووجدوا أن أولئك الذين لديهم تواصل اجتماعي متكرر لديهم احتياطي معرفي أعلى، مما يشير إلى أنهم أقل عرضة للإصابة بالخرف.
اكتشف الخبراء وجود صلة بين البكتيريا والالتهاب الناجم عن أمراض اللثة مع تراكم بروتينات الأميلويد، المرتبطة بمرض الزهايمر.
تنظيف أسنانك بالفرشاة والخيط
يعد تنظيف أسنانك بالفرشاة والخيط مرتين يوميًا إحدى العادات البسيطة التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
وقد اكتشف الخبراء وجود صلة بين البكتيريا والالتهابات اللاحقة الناجمة عن أمراض اللثة، مع تراكم بروتينات الأميلويد.
وترتبط هذه البروتينات بمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا من الخرف.
أشارت دراسة أجريت عام 2020 في الولايات المتحدة إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة والتهابات الفم كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2021 أن المشاركين الذين فقدوا المزيد من أسنانهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 1.3 مرة تقريبًا، مع زيادة الخطر وفقًا لعدد الأسنان المفقودة.
ومع ذلك، لا يزال العلماء بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت البكتيريا تساعد في تحفيز الحالة أو ما إذا كانت أمراض اللثة وفقدان الأسنان تحدث بشكل أكبر لدى الأشخاص في المراحل المبكرة من الخرف.
هناك عامل محتمل آخر وهو أن الأشخاص الذين يعانون من عادات نظافة الفم السيئة التي تؤدي إلى أمراض اللثة يمكن أن يكونوا أيضًا غير صحيين بشكل عام وأكثر عرضة للإصابة بالخرف من عوامل أخرى.
تساعد الأنشطة الهوائية القوية مثل الجري في الحفاظ على صحة القلب والرئتين والدورة الدموية. وكلها مفيدة أيضًا لصحة الدماغ
تناول الجري
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب التحول إلى بطاطس الأريكة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف.
تساعد الأنشطة الهوائية القوية مثل الجري في الحفاظ على صحة القلب والرئتين والدورة الدموية. وكلها مفيدة أيضًا لصحة الدماغ.
ويقدر الخبراء أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنحو 28%. بالنسبة لمرض الزهايمر على وجه التحديد، يتم تقليل المخاطر بنحو 45 في المائة، وفقا لجمعية الزهايمر.
وجدت دراسة أجريت عام 2013، نظرت في السلوكيات الصحية لأكثر من 2000 رجل ويلزي تتراوح أعمارهم بين 45 و59 عامًا وتابعتهم لمدة 35 عامًا، أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13%.
وعلى الرغم من أن هؤلاء الرجال لم يدخنوا أيضًا، وكان لديهم تناول معتدل للكحول وكان وزنهم صحيًا، فقد تبين أن مستويات ممارسة الرياضة لها التأثير الأكبر على تقليل خطر الإصابة بالخرف، وفقًا للباحثين في جامعة كارديف.
المشاركون الذين استوفوا جميع معايير نمط الحياة هذه قللوا من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 60 في المائة.
ومع ذلك، إذا لم يكن الجري هو الشيء المفضل لديك، فإن المشي السريع والأنشطة اليومية مثل التنظيف والبستنة والطهي تحافظ أيضًا على نشاط جسمك وتساعد على تقليل خطر الإصابة بالمرض، حسبما ذكرت جمعية الزهايمر.
اترك ردك